شخابيط بنوتة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شخابيط بنوتة


 
الرئيسيةبوآبتنــآأحدث الصورالتسجيلدخول
رواية احبك الى الابد - صفحة 2 WoW30096رواية احبك الى الابد - صفحة 2 WoW30096رواية احبك الى الابد - صفحة 2 WoW30096رواية احبك الى الابد - صفحة 2 WoW30096رواية احبك الى الابد - صفحة 2 WoW30096رواية احبك الى الابد - صفحة 2 WoW30096

 

 رواية احبك الى الابد

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
شخابيط بنوتة
مديرهــ
مديرهــ
شخابيط بنوتة


انثى العمر : 24
المزاج : ممتاز جدا (*_*)
الوطن : مصر الحبيبة
عدد الرسائل : 1149
تاريخ التسجيل : 11/09/2008
رواية احبك الى الابد - صفحة 2 YEM48803

رواية احبك الى الابد - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية احبك الى الابد   رواية احبك الى الابد - صفحة 2 Empty13/9/2008, 6:38 pm

الفصل السادس والعشرون " مأتمك يا قلبي!!"


كانت تركض ولا شيء يملأها سوى الجراح النازفة ورائحة الدماء القانية تتأجج في أنفها..
( قد تكسرني الرياح ولكن.. قد أكون غير قابلة للانكسار!!)
فكرت والدمعات تسلبها فكرتها والرياح تحطمها وتحطمها وتحطمها.. والشعور بخيبة الأمل يُشردها ويقتلها.. وألف سؤال يدور في رأسها التائه الواهن وألف عبرة تدور على وجهها الملائكي الشارد.. وبيت آل سليمان لا زال يقف مكانه يأبى ألا يذكرها بواقعها المرير.. يأبى ألا يواجهها بحزنها العميق..
وتفتح بابه الأزلي بألم وتقلب ناظريها بين الموجودين.. وتعدو راكضةً نحو غرفتها وتقفل خلفها الباب وتتكور على سريرها علّها تكور في عينيها الدمعات,,, وفي سقف الغرفة يلمع ذلك الخاتم الماسي، وتلمع عينا نداء الخبيثتين..
ورنين مزعج يئن في لحظات السكون.. وعلى شاشة هاتفها يظهر رقم نبيل.. وألن عظيم يوخزها ورغبة جامحة تدفعها لـ..
- ماذا تريد الآن يا مخادع؟!
- ميرا.. حبيبتي, صدقيني أنا لا أعلم و..
- إياك.. إياك حتى وأن تفكر بي مرّة أخرى، أنا لست لعبة مجنونة لتتقاذفها بين يديك.. أنا مخلوقة من لحم ودم.. كائن بشري غدر به الحبيب!!
- ميرا,, يا ملاكي أرجوك هدئي من روعك واسمعيني..
وأجهشت في بكاء مر صارخ.. نبذته بكل قوتها كما نبذت الدمعات.. عرضته من أعماق أعماقها هذا العشق الكذاب,, ولكن أين ستذهب من بسمة نبيل وعينا نبيل ودفءٍ في صدرها ألقاه نبيل؟! هيهات.. هيهات..
- آآآآآه.. أهٍ يا عشقي إن زارك الضجر وآهٍ يا حبي إن مزقك الغدر.. آه على سكين تقطعت بيد نداء, على جبين سطع فوقه حب وعداء, على قلبك يا نبيل إن حمل العالم وما فيه وحضنني كي أدفيه, على قلب نسي أو تناسى تلك اللحظات ودار به الزمن ودارت به الدائرات, وعين دامعة تحت جفن أعياه السهر وروح شافعة لحب اغتياله الغدر, وسكين حمراء مغروزة في ظهري لا تؤلمني بينما الذي يؤلم هو قلبي.. وبائع وردٍ يبكي على باب داري.. " أين أنت زهرة الحبيب؟!، أين احمرار البسمة على وجه ملائكي؟! أين كل تلك الشظايا والأساليب؟!" ودمعة شائكة يرميها بين يداي ودم نزق على كياني يسيل, كــلا... أرجوك ارحمني لست أقوى على الاحتمال.. لست أقوى يا نبيلي,,, يكفيني ما بي شردت وما بي قتلت وما بي إلى آخر الدنيا أرسلت, تكفيني أحرفك الكاذبة ورسائلك الخادعة وكلمة "أحبك" تقطعني كالحمل الوادعة, ارحمني أرجوك فما عاد في عيني دمعٌ وما عاد في قلبي حقدٌ.. ولم تزل في ظهري مطعونة السكين,, وما زال في جوفي مغروز حبك القاتل الحزين.. آهٍ يا ابن آل مراد.. ألم أقل لك بأني سأحبك إلى الأبد؟؟!.. وهذا ما أعنيه!!
وأمسكت للحظات عن الكلام لتنوح وحدها.. بلا نبيل!! بينما أنصت هو إلى ألمها وتجبر في كيانه الألم.. وبدون وداع أو كلمة تشفي الأصداع أقفلت الهاتف في وجهه وانتابتها لحظة هستيرية.. وعرفت في قرارة نفسها أنه لها لن يكون... وأن حبها كُتب عليه الضياع وخطفته يد المنون.. وبات لا يتعدى دمعات حبرٍ على سطور..
وما لم تعرفه أن سعاد أختها كانت تقف خلف الباب وتنصت لكل حرف وكل كلمة ضاعت في سُبل الضياع..
وحملت عكازيها الخبيثين وابتعدت من هناك وفي جوفها يتردد سرٌ عميق عقيم عرفته للتو وأبدًا لن تنساه.. ستستعمله سلاحًا قاتلًا للانتقام.. لأجل كلمات قالتها ميرا وحرقت في نفسها الحياة!!!

* * *

- طبعًا..
وابتسم فارس بخجل,, ثم ابتعد عن أبيه الذي كان يغلي القهوة في المطبخ ودخل غرفة المعيشة كي يراجع الفكرة في رأسه.. وجلس على الكنبة وغاص فيها وشرد.. تذكر ميرا عندما رآها لأول مرة.. عندما ابتسمت له.. كم كانت جميلة ورائعة وبإمكانه أن يقول بأنها لفتت انتباهه وأعجبته؛ أعجبته فقط, فهو لم يقع في حبها ولم يتمناها لنفسه بالمرة,, لذلك تفاجأ الآن بما قال أبوه.. هل سيكون سعيدًا معها؟! ,, إن عاش بقية عمره معها؟!
وأثناء شروده دخلت سعاد ثم جلست جنبه..
- مرحبًا فارس..
- هلا سعاد..
وصمتت وجعلت تنقل أبصارها بين جدران الغرفة..
- هل تبحثين عن يوسف؟!
- كلا!!
أجابته بازدراء ثم.. عبرة صغيرة سقطت من عينيها الباكيتين..
- اشتقته أليس كذلك؟!
وتقوّس فمها إلى الأسفل وانعقد حاجباها وعبرة أخرى سقطت ثم أومأت له برأسها موافقةً..
- سامحيه إذن..
- لا أستطيع.. كرامتي ليست تسمح لي..
- ولكن قلبك يعلم في الصميم أنه ليس خائنًا..
وعبرة أخرى سقطت وزاد انعقاد حاجبيها ثم وضعت رأسها بين كفيها وأجهشت بالبكاء..
وكأنه خُلق ليأتيها في تلك اللحظة، دخل يوسف من الباب وركض مسرعًا نحوها ثم احتواها بين ذراعيه القويتين..
- صغيرتي.. ما بك؟!,, أنا آسف سامحيني.. حياتي.. ما بك؟!
- أسامحك يا يوسف.. ولكن لا تتركني بعد الآن لا تبتعد عني!!
وضغط بها إلى صدره حتى كاد يحطم أضلعه بدمعاتها..
- ها.. يا له من موقف رومانسي.. وتسامحينه يا جبانة؟!
وذكرها هذا الصوت اللاذع بألم عميق في قلبها تعرف تمامًا أنى لها مصدره..
- ميرا,, ما هذا الكلام؟!
وصوت آخر أراق في نفسها الألم.. ورفعت رأسها لتنظر إلى أبوها أيمن.. كان حاله يبعث الضحك في نفوس من له نفس للضحك.. فجلبابه الطويل وشعره الأشعت الغير منتظم وإمساكه بمغلاة القهوة.. ليس كما اعتادوه,, ولكنها لم تضحك.. وعادت ميرا لتصوب نحوها سهمًا لاذعًا..
- لا تصدقيه,, إنه حتمًا يكذب!!
"يكذب؟!" كيف تقول هذا عن حبيبها يوسف,, أو هي فقط تتلاعب بمشاعرها وأعصابها؟! أو ربما هي تختبر حدود صبرها!!.. ولكن لا .. صبرها نافذ منذ زمن,, وهذا وقت الانتقام!!
- حقًا؟!.. ليسوا جميعهم كنبيل!!
- نبيـــــــــل؟! من نبيل؟!
صرخ أبوها كالجبارين، ووجهت كلامها لأبوها المدهوش قائلةً:
- نبيل مراد يا بابا..
وغضبٌ فاذٍ اشتعل في رأسه وميرا لا زالت لا تعي ما يحدث.. وصفعة قوية سقطت على وجهها,, زكم كانت حرقة، وكم كانت مؤلمة.. أتُراه صفعها بمغلاة القهوة؟!..!!!

* * *

صفعة قوية هزت أركان هذا البيت الشبيه بالقصور..
- لقد خيبت أملي يا جبان!!
وعلقت دمعة في عينه اليسرى حيث يرقد تحتها بدهور قلبٌ محطمٌ مكسور..
وصمت,, وماذا يستطيع سوى الصراخ بصمت والتألم بصمت والتعذب بصمت؟! ورفع عينيه إلى هذا الوجه الغاضب المشتعل.. أول مرّة يصفعه!! تصفعه اليد التي ربته!!, التي سبق يومًا وحملته.. وداعبته.. تصفعه اليد التي جعلته نبيل الذي هو الآن.. نبيل الذي تحطم فيه نبيل الآن..
- أبي ,,,لما كل هذا الغضب؟!
وصوت متهدج ثائر صرخ به..
- لست أبوك يا قذر,,,
وكاد نبيل يجيبه ولكن... أبوه هاجمه بكل قوته وجبروته وحصره تحت ذراعه.. ثم مد سبابته مهددًا وأطلق من عيناه شزرًا وشررًًا...
- اسمع يا نبيل,, ستعقد قرانك على نداء وإلا لن أبقيك على قيد الحياة!!
- كلااااا! .. ولو كان على جثماني.. أنا أحب ميرا,, ميرا سليمان!!
وصفعة جباره هوت على وجهه النبيل..
- لست أخبرك.. بل آمرك يا جبان!!
وخرج أبوه يتلوى كالبركان الذي سأم من طعم الحمم.. بينما بقي نبيل وحده يقابع غرفته، يجلس ذكرياته وألمه.. ويتعذب ويئن.. ولا يملك من العمر سوى الرسالة التي لا زالت قابعة تحت وسادته منذ أزمان.. وأخرجها ببطء وتنشق شذاها..
~ أخرج من تحت وسادته ورقة يتهيأ لمن يراها بأنها موجودة تحت وسادته منذ أعوام فتشققات الزمن لم تترك فيها شيء صحيح.. ولكن صراحة هي تبدو بهذه الحالة المزرية من كثر ما فتحها وقرأها.. فلو عدّ كم مرة قرأها لتعدى المليون.. فهذه الرسالة عزيزة على قلبه وروحه.. وكيف لا وثناياها تحمل خط ميرا ومشاعر ميرا وعطر ميرا؟!~
وفتحها ببطء يستشف من عذوبة السكون كلمات.. وتراءى له طيف ميرا الملائكي وابتسامتها وشعرها وعيناها.. وتتابعت عيناه على السطور .. مرّة تلو مرّة تلو مرّة ولم تسأم من " أحبك إلى الأبد" خطتها ميرا.. وقالتها قبل قليل له ميرا..
( وهل تظينني لا أحبك؟!,, أنا أيضًا أحبك إلى الأبد يا ملاكي!!)
ثم حضن الرسالة وقبلها قبلة عاثرة تحطمت على شطحات الذكرى ثم عاد وألقاها برفق تحت وسادته واستلقى على فراشه..
( الآن فقط أستطيع أن أنام..إلى اللقاء يا حبيبتي!!)


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://pink1.ahlamontada.com/index.htm
شخابيط بنوتة
مديرهــ
مديرهــ
شخابيط بنوتة


انثى العمر : 24
المزاج : ممتاز جدا (*_*)
الوطن : مصر الحبيبة
عدد الرسائل : 1149
تاريخ التسجيل : 11/09/2008
رواية احبك الى الابد - صفحة 2 YEM48803

رواية احبك الى الابد - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية احبك الى الابد   رواية احبك الى الابد - صفحة 2 Empty13/9/2008, 6:43 pm

الفصل السابع والعشرون " الهروب!!"


نشيج بكاء كنحيب الأسود عند المغيب مزق تهدج النور في أطياف العذاب,, كأن هذا الوجه وُلد ليشوه، ليعوق.. ومرآة شريرة تقبع في وسط الغرفة تأبى ألا تعذبها، تأبى ألا تقتلها، تأبى ألا تعرفها إلى واقعها المرير..
ودمعات ناشزة تقطف شذاها عن هذا الوجه.. المسخ.. تأبى أن تحفر نفسها في تضاريسه، تشمئز منه، تخاف منه.. تكره نفسها لأنها منه!!
( مرآتي يا مرآتي من هي أقبح إنسانة على وجه الأرض؟!)
وانقباض مرتعش يغرز تكبداته وتلبداته في قلبها الضعيف.. وألمٌ عظيم شائك، حارق، يقبض بجلابيبه وطلاسمه على روحها اللاشعورية, اللانهائية..
وأصوات متقطعة كلمسات الجمال الآثرة تستعر في أذنيها الناصتتين..
- تلك الحقيرة, بعدما أردت أن أقدم لها فارس على طبق من ذهب..
- لا بأس يا أبي,, لست أريدها بعد الآن..
- بعد كل شيء,, إنها تُعيد تلك القصة.. لقد عرفت كل شيء ومع ذلك حطمت فينا كل شيء..
وصوت بكاء صارخ متعارض الأطراف..
- اصمتي يا امرأة,, ألا تخجلين بابنتك؟! حرّى بي أن أقتلها وأنهيها عن وجه الخليقة..
- ألا يكفيك ما بها فعلت؟!.. والكل ذنبي!!
- سعاد اصمتي أنت أيضًا.. أختك استحقت ما فعلته بها ولكن.. آه لو كنت أحمل سكينًا بدلًا من مغلاة القهوة..
- ألا يكفيك أنك شوهت وجهها؟! شوهت حسنها.. أنظر إليها الآن كانت جميلة فباتت الوحش!!
ورمقت ميرا وجهها في المرآة مرّة أخرى.. ولكن.. أين الصدق في ملامحها؟! أين البشرة الناعمة؟! أم بادلتها خطوط الحروق؟!!
( هل هذه حقًا أنا؟!)
كيف ستواجه نبيل بهذا الوجه بعد الآن؟! لن يحبها بعد الآن!!.. وحطام متصدع وقع قي قاع نفسها المترهلة الحزين.. وهذا الكون الأسود يخنقها، يكبلها, كل العالم ما عدا نبيل,,, تحتمل كل شيء إلا بُعد نبيل..
نبيل قاموس عشقها ويم الجوى في قلبها.. وأهداب مترددة تبكي حرقة، تبكي فرقة.. نبيل..راحة عمرها اللانهائية ونشوة سعادتها السرمدية.. وإن كانت أضلعه لها تابوت وأذرعه لها كفن مكبوت وقبرها قلبه العاشورائي وموتها حبه النوراني.. لكانت أسعد من أسعد من أسعد أكثر الناس سعادةًَ وأغنى من أغنى من أغنى أكثر الناس ثراءً.. لكانت ميرا مجنونة نبيل ميرا عاشقة نبيل وميرا أروع حب لأروع نبيل!!
وتذكرت كلام رزين ، ومأساته الثائرة على الحب.. لقد قرر الانتحار,,, هل عليها هي أيضًا أن تنتحر؟!, هل عليها أن تقتل نفسها كي تنساه؟!.. وفكرة متهدجة متموجة أنيرت في رأسها.. وخلف تلك الحروق المستعصية لمعت مقلتاها..
( سأهرب.. نعم سأهرب!!)

* * *


الموت أشرف من عبور هذه الصالة المزينة.. أشرف من أن يرفع الطرحة عن وجهها.. أشرف من أن يُعلن نفسه زوجًا لها..
كان ألم عظيم يحز في روحه,, ووخز شائك يقضم قلبه بقضمات متحايلة حائرة..
ونظر حوله ورود هنا وورود هناك كسيوف العداء تجتث عبير الجو المقيت.. وهذه الزغاريد التي تصدح في السكون وأصوات الفرح يمنة ويسرة.. كأنها تراتيل تأبينه,, كأنها طقوس انتحاره..
وشعر بنفسه كفراشة مكبلة الجناحين.. مُسيّرة نحو النار كي تلتهم رذاذ أجنحتها ألزبدي.. واقترب من العروس بهدوء وترقرقت العبرات في عينيه وتردد برفع طرحتها البيضاء.. ثم أغمض عينيه بألم.. كان يحتاج بشدة لو يجد وجه ميرا الملائكي تحت هذه الطرحة المصيرية.. كان يتعذب بشدة ليرى عينا ميرا البنيتين وبسمتها البيضاء..
( حبيبتي ميرا... سامحيني!!)
وانزلقت عبرة محطمة من عينه اليسرى حيث تحتها بدهور يسكن قلب ممزق_ بقايا قلب.. وارتجفت يداه على طرفي الطرحة وبرعشة محتضرة رفعها.. ثم فتح عينيه بهدوء الأمل على شرفات الليل السديم.. وبلحظة قصيرة رجع للخلف مذهولًا.. خطا خطوة معاكسة للحياة وللزمن.. كأن الأمل طعنه في الصميم فاستبدل ميراه بنداء.. وجه نداء الخبيث وبسمتها اللئيمة هما من ضحكا له من تحت الطرحة.. وفي هول الصدمة والألم أدار لها ظهره وابتعد.. ثم ألقى نظرة واهنة إلى ذلك الغريب الذي يجلس جنب أبيه.. ورمقه بغضب ثم تمتم..
- لماذا فعلت بي هذا يا جواد؟!
بينما أخفض الأخير رأسه وألصق عيناه بالأرض,,, وبسمة كبيرة احتلت وجه أبي نبيل..
ولم يملك من هذه الحياة سوى ذكريات سعيدة تصدعت في رأسه المثقل بالعذاب وأثملت روحه المثخنة بالجراح وتفاديًا لسقوط غيث عيناه أمام الجميع أطلق عنان قدميه وخرج راكضًا من الصالة ومتوجهًا إلى اللامكان.. فذاك الجو خنقه وضايقه وأثار في نفسه وطآت الألم السَكين ..
من اليوم وصاعدًا ستختفي ميراه عن دنياه.. غصبُا عنه ورغمًا عنه.. ستختفي من حياته.. رغم أنها كانت كل حياته!!
لمـــــاذا؟! لماذا يُصر القدر أن يفجعنا بهذه القسوة؟! لماذا يُصّر أن يسلبنا ملذات حياتنا ويُلقي مكانها مرارة الذكريات؟!
وتسابقت العبرات على وجهه الهزيل الشاحب ثم صرخ بأعلى صوته..
- الرحـــمة.. الرحمــــة!!
وجعل يركض في الهواء الطلق آملًا لو يُحرك حوله أنفاس الرياح.. آملًا لو يستحث مشاعر القدر على الخفقان.. ثم بسرعة جثا على ركبتيه ورفع رأسه إلى السماء..
( أرجوك يا ربي.. لست أستطيع أن أحيا دونها.. أرجـــــــوك!!)

* * *


كانت الساعة تقارب الثانية عشرة في منتصف الليل.. لم يكن أحدًا صاحٍ سواها.. هي باتت تعيش في الظلام الآن.. ففي الظلام ليست تستطيع أن تميز وجهها,,, ولا أن تشاهد تشويهه!!
كان كل ما يهمها الآن هو الهرب,, فهذا الخوف الصلب الذي يحرق أوصالها يؤلمها.. ليست تعلم لماذا مرعوبة هي الآن.. هذه الرهبة الخوافة التي تمتلك أوصالها.. ربما عمها أيمن هو السبب.. ففي النهاية قد يُقدم على قتلها!!.. لذلك كانت فكرة الهرب تتوهج في رأسها الخالي من الأفكار والمليء بالحروق!!
وخرجت بهدوء الأشباح من غرفتها لتدخل غرفة والديها.. وألقت نظرة على أمها الغارقة في النوم وعلى أبوها أيمن ثم مدت يدها إلى جيب قميصه المعلق جانب السرير وأخرجت منه مفتاح السيارة..
( سأشتاقكم جدًا يا أهلي!!)
ودمعة عذراء تعلقت بين شدقي جفناها ثم خرجت بهدوء وألقت نظرة أخيرة إلى سعاد وفارس ويوسف ووجعتهم بصمتها الكئيب وحزنها المهيب..
وخطت خارج بيت آل سليمان للتركه خلف ظهرها ذكرى من قديم الزمان!!
كان القمر يتربع في كبد السماء.. بدرًا أبيضًا ينير كل أطراف الحياة.. وأزعجها نوره لأنه قد يكشف عن وجهها المشوه المحروق!!
واتجهت نحو تلك السيارة القابعة غي صحن الأيام وفتحت بابها بهدوء ثم دخلتها وجلست أمام مقودها.. ورعشة غريبة اجتاحتها.. لم تقد سيارة قبل الآن!! ولكنها تعرف القليل عن كيفية قيادتها! وبيديها الراجفتين أدخلت المفتاح وأدارته بهدوء.. ثم داست على دواسة السيارة وانطلقت الأخيرة تمزق في عباب الكون مأساة!!...
في البداية لم تستطع أن تسيطر على السيارة جيدًا ثم بعد مرور الوقت تمكنت من أن تسيطر عليها وعلى مقودها.. في الطريق لم تتوقف على أي إشارة ضوئية ولم تسلك أي منعطف وذلك لأنها ليست تعرف أين المكابح ولا تعرف كيف تقود السيارة يمنة أو يسرة,, كانت فقط تسير في هذه الشوارع الخالية الرطبة دون وجهة.. وتنتظر حتى ينتهي الوقود من السيارة فتتوقف وحدها لتطأ خارجها!!
ومئات من الأفكار صارخت برأسها ومئات من الشخصيات تتابعت فيه.. وآلام مضمحلة تحطمت في قاع قلبها وذكريات محضة سُكبت فيه.. وفكرة واحدة شغلتها أكثر من البقية وأبكتها أكثر من البقية وآلمتها أكثر من البقية... نبيل ونداء,, تُرى هل هما متزوجان الآن؟!..كيف ذلك؟! ولما ذلك؟!.. تُرى ما هما فاعلان؟! هل حضنها نبيل؟! هل حضن يداها؟! هل قبلها؟!.. هل.. هل.. هل..
( يا إلهي... احمه منها!!)
وتكاثرت الدمعات على وجنتيها العاجيتين ونصبت خيامها فيه,, وسهام من نار أصابت تناثر الحب في بقايا قلبها..
وكأن القدر أراد فقط به أن يفجعها .. وبه أن يُذكرها ولأجله أن يقلب حياتها رأسًا على عقب.. ونارًا على حطب!!
وصوت دوى في هدوء الليل,, حُطام زجاج, حطام عظام, حطام الموت.. وألم عظيم اجتاحها وصرخة خُنقت في حلقها واحتضار ملون أبى ألا يفرقها , ألا يشتتها..
وشعرت بروح الروح تفارقها وبنور ترابي يسكن نفسها..
وظلام دامس يتسلل خفية إلى نور عينيها.. وغيبوبة لا متناهية، لا متساوية تقتل ما لم يُقتل في جسدها.. و.. إلى الموت يا ميرا الموت وإلى جنات الرب!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://pink1.ahlamontada.com/index.htm
شخابيط بنوتة
مديرهــ
مديرهــ
شخابيط بنوتة


انثى العمر : 24
المزاج : ممتاز جدا (*_*)
الوطن : مصر الحبيبة
عدد الرسائل : 1149
تاريخ التسجيل : 11/09/2008
رواية احبك الى الابد - صفحة 2 YEM48803

رواية احبك الى الابد - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية احبك الى الابد   رواية احبك الى الابد - صفحة 2 Empty13/9/2008, 6:45 pm

الفصل الثامن والعشرون <"أين أنا؟!"


قطرات ماء تناثرت على جبينها المشوه المحموم.. وأنات متقطعة تناثرها فاهها.. وشعرت بيد تحركها وبصوت غريب يناديها.. وفي صمت الموت اللا متناهي فتحت أسوار عينيها ونظرت نظرة واهنة مشردة إلى ذاك الرجل الطاعن الذي يعتني بها..
- آه وأخيرًا أفقتِ يا ابنتي..
ولم تقوى على الرد عليه، كانت تشعر بآلام غريبة في كل أنحاء جسدها..
- أنا أدعى سليم أحمد. وأنا طبيب متقاعد.. أستعمل الطب القديم وطب الأعشاب.. لست أعلم من أنت يا صغيرتي ولكنني جد سعيد لأنك أخيرًا فتحت عيناك.. إني أنتظر هذه اللحظة منذ يومان وظننت بأنني فقدت الأمل.. ولكن.. ها أنت تجابهين الموت وتشهرين في وجهه أسلحة الحياة..
وابتسم لها برفق.. وكم بدا لها وجهه طيبًا وهادئًا.. كان أبيض الشعر وأبيض الوجه الكثير التجاعيد,,, وعينان زرقاوان عميقان ليس لاهتياج البحر في مكنوناتهما مكان.. وأشاحت وجهها عنه لتتأمل هذه الغرفة القديمة العثة الجدران.. حيث كانت تملأها الرفوف والأدوية والأعشاب.. وأغمضت جفناها بهدوء كأنها تستسلم للموت مرّة أخرى ومرات، ولكنه عاد ولكزها وحركها..
- كلا يا صغيرتي.. لا تستلمي!! لا بد أن هناك أهلًا ينتظرون عودتكِ..
أهل؟! أي أهل؟! أهم ذاتهم اللذين شوهوها وشردوها وآلموها؟!.. لقد اعتقدت أن نبيل هو أهلها.. ولكنه مثله مثلهم قتلها وحطمها وأماتها مليون مرة ومليون قرن، وإن هم شوهوا تضاريس وجهها.. فهو شوه القلب في قلبها.. ولم يعد هناك مكانًا للقلب!!
ودمعة ناشزة سقطت من منابع عينيها.. ثم عادت وأغمضت عيناها بهدوء...
وعاد الرجل ليلكزها..
- كلا.. أرجوك استيقظي!! لا بأس يا صغيرتي أنا أنتظر عودتك!
وابتسم لها ابتسامة رائعة صافية أنارت الأمل في بصيصها المظلم..
- أ.... أ... أنتـ..
- لا بأس يا صغيرتي.. لا تتضايقي.. خذي كل وقتك أنا هنا كي أسمعك..
- أ.. أنت.. لـ..لا..تعـ.. لا تعر.. تعرفني..
- بلى أعرفك.. أنت أكثر الفتيات حُسنًا وملائكيةً سبق ورأيت.. لذلك عليك أن تعيشي يا صغيرتي وأن تناضلي كي تُعرفيني أكثر إليك..
ماذا؟!.. ماذا يقول هذا المجنون؟!..
" أكثر الفتيات حسنًا وملائكيةً؟!"
هل تُراه لم يلاحظ هذه الحروق المستعصية المحفورة في بشرتها الوردية؟!.. أم أنه لاحظ جميلة ولم يلاحظ الوحش؟!
وسرّها كلامه وتشجيعه فابتسمت بسمة بريئة، بسمة ملاك.. حركت في نفس الطبيب الأمل..
- ستشفين بإذن الله.. ستشفين!!


* * *


لا زال ذلك الخوف مسيطرًا على آل سليمان وعلى بيته الهادئ الأركان.. ولا زال صدى البكاء يتصدع بين جدرانه الأزلية..فمنذ يومان فُقد أحد أفراد هذه العائلة .. وحتى اليوم لم يعد.. كانت الفوضى تعم المكان,, أفواجًا تأتي وزمر تعود.. كلهم يصبرون هذه العائلة ويذكرونها بالرحمن والصبر والسلوان... وفي غرفة قابعة بين جغرافية البيت كانت تجلس سعاد وحيدة دون أحد.. كانت تجلس في غرفة ميرا،،، دونها.. فقط تتأمل جدران غرفتها وتستنشق عطر ملابسها!!
(سامحيني يا ميرا.. سامحيني يا حبيبتي!!)
وكان الذنب يقضم من قلبها قضمات متوحشة عظيمة .. ما كان عليها أن تذمر اسم نبيل مراد في هذا البيت.. يا لها من غبية، بداية وجه أختها تشوه والآن هي في عداد المفقودين وحده الله يعلم ما حدث لها.. ربما هي ميتة الآن أو...
( يـــــا إلهي ماذا فعلت؟! .. ماذا فعلت؟!)
وأجهشت ببكاء صارخ أخذ منها النفس والألم واستنفذ من مرارة صبرها عبير الذكريات... وأثناء استغراقها بالنحيب لقطت أذناها صراخ فارس في الخارج..
- لقد وجدوها.. لقد وجدوها!!!
وشعرت برعشة غريبة تجتاحها.. ومشاعر متناقضة تستحل ممالك قلبها وهبت واقفة على قدميها وركضت خارجًا وصرخت..
- مـــــــــــــيـرا!!!
- سعاد حياتي أنتِ..أنتِ بلا عكازين!!
كانت الدموع تقفز من مقلتيها كل واحدة إلى صوب وخدر عظيم يُغرق قلبها بترانيمه العشوائية وربما الدهشة أو الرغبة برؤية ميرا على قيد الحياة أشفياها!! وأعادا لها كامل القدمين,,, دون العكازين!! ولم يكن هناك فراغ في فضاء البيت لتفرح بنفسها,,, كان كل ما يهمها ميرا ووطآت الذنب!!
- أين.. أين ميرا؟!
- هدئي من روعكِ يا حبيبتي.. لقد ذهب أبوكِ أيمن وأمك وفارس إلى مركز الشرطة كي يرافقوهم إلى مكان السيارة..
ورمت نفسها بين أحضان يوسف القوية وحضنت نفسها بشذاه الشفاف وأجهشت في بكاء مر..
- ادعي ربك يا يوسيفي معي أن تكون ميرا بخير.. لست أحتمل عظمة هكذا ذنب!!!



* * *

- وأخيرًا نحن معًا..
وحضنت ذراعه بقوة بينما أفلتها هو من بين يديها وصمت..
- ما بك يا نبيل؟!.. نحن في شهر العسل!!
- أي عسل؟! أنا في شهر الإجهاضات والنكبات والموت!!
ورمقها بنظرة غاضبة حانقة ثم أطلق عنان عينيه للفضاء والذكريات..
(ماذا كان سيحدث لو كانت ميراي هنا بدل نداء؟!)
وشعر بدفء عارم يجتاحه.. وطيفها النوراني يبتسم له من خلف الغيمات..
- ملااااك والله مـــــــلاك!!
- حقًا؟! هل تراني ملاك يا نبيل؟!
ولم يلتفت إليها ولم ينبس ببنت شفة فقط أرخى سلاسل الذكريات لأفكاره.. تذكر يوم رآها لأول مرّة.. يو ابتسمت له, يوم وافقت على رفقته.. يوم خطت له رسالة، يوم غابت عن الوعي لكذبة جواد.. يوم قالت له لأول مرّة أحبك,,, يوم حضنت يداه.. يوم طلب يدها الزواج!!!.. صحيح لقد طلب يدها للزواج ولكن لم تسنح له الفرصة أن يستشف منها الإجابة على هكذا سؤال.. ماذا كانت ستقول يا ترى؟!.. هل كانت ستقبل به أم ترفضه؟!
و"أحبك إلى الأبد!!" رنّت في أذنيه ودمعة ناشزة ترغرغت في عينيه...
( وأنا أيضًا أحبك إلى الأبد يا ملاكي!!)
وتحسس جيب ثوبه الذي قد أخيط عند ناحية القلب حيث وضع فيه رسالة ميرا وألقى معها زهرة يابسة الأغصان تمنى لو يهديها لها في يوم من الأيام..
- نبيل؟!
- ماذا تريدين يا نداء؟!
وابتسمت نداء..
- قبلني!!
- ماذا؟!
- قبلني.. ألست زوجتك؟!
وزمت شفتيها وأغمضت جفنيها واقتربت منه بهدوء..
- هل أنت مجنونة؟! دعي أبي يقبلك فهو من زوجني بك.. أنا لن أهدي قبلتي سوى لحبي الوحيد.. ميرا سليمان!!
- ماذا؟! ألم تنسى تلك الحقيرة بعد؟!
وصفعة قوية دوت.. وكف أحمر احترق على خد نداء البض.. كف نبيل!!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://pink1.ahlamontada.com/index.htm
شخابيط بنوتة
مديرهــ
مديرهــ
شخابيط بنوتة


انثى العمر : 24
المزاج : ممتاز جدا (*_*)
الوطن : مصر الحبيبة
عدد الرسائل : 1149
تاريخ التسجيل : 11/09/2008
رواية احبك الى الابد - صفحة 2 YEM48803

رواية احبك الى الابد - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية احبك الى الابد   رواية احبك الى الابد - صفحة 2 Empty13/9/2008, 6:46 pm

الفصل التاسع والعشرون "ميرا مراد!!"


( تبًا لك يا موتي الناعم الأحمق.. لقد سلبتني من أجمل حبيب بالكون.. كلا,, لن أموت خاضعة كأشجار الخريف ولا مطيعة كعروس مرتعشة.. انثري حيوياتك في خافقي أيتها الحياة,,, لأنني لن أرضى بالموت لروحي.. أخفق يا فؤادي وانبض، إذ في الحياة ستلقاني!!)
- صغيرتي؟!.. ارشفي هذا الدواء.. سيساعدك كثيرًا..
- مـ..ما..هذا؟!
- إنه خليط من الأعشاب، لا تخافي سيقوي مناعتك ويجعلك تتعافين بسرعة ..
ورشفته ميرا على مهل ورغم مرارته ومذاقه المقرف ارتشفته كله.. لأنها أرادت أن تحيى بكل قوتها..
- آه.. لا زلت غير مصدقًا أنك حييت..إنها فعلًا لمعجزة!!
- ما..ماذا حد..ث لي؟!
- ماذا لم يحدث لك؟!.. عليك أن تستيقظي وتستعيدي عافيتك كاملةً كي تخبريني ما الذي أصابك بالضبط.. لأنني وإن كنت تسألين عن رأيي الطبي فسأقول بأن لديك ضلعين في صدرك مكسورين ويدك اليمنى مكسورة ولديك الكثير من الرضوض هذا عدا عن الإصابة في رأسك!!
وأغمضت جفنيها الناعسين برفق بينما تأملها الطبيب سليم وشفقة عارمة تجتاح كيانه.. مسكينة هذه الفتاة,, ربما كانت جميلة جدًا قبل أن تسلبها هذه الحروق وجهها لأنه ورغم الحروق لا زال وجهها ينبض بنوع من الجمال اللطيف!!.. فوجهها لم يخفه بل على العكس نثر في قلبه الاطمئنان..
- ما اسمك يا صغيرتي؟!
وفتحت عينيها لوهلة وفكرت بهذا السؤال.. هل عليها أن تخبره اسمها الحقيقي؟! أم تخترع أي اسم.. فقط كي لا يعيدها إلى أهلها؟!!!
وطال صمتها وطالت معه حيرتها وترددها حتى أخيرًا قالت بصوت مخنوق...
- ميرا.. ميرا مراد!!!

* * *

- مـــــــــــــــــاذا؟!
وأجهشت ببكاء مر صارخ متعارض الأطراف..
- هدئي من روعك يا صغيرتي.. سنجدها بإذن الله، قل شيئًا يا أيمن..
- كلا.. لن أقول ؛ لقد أراحنا القدر منها ومن اللعنة التي كانت ستجلبها معها لهذه الدار.. فهنيئًا له تخلص منها بمخالبه ووفر العناء على أظفاري!!
ونظرت إليه نظرة حادة حانقة..
- اصمت يا مجنون.. هذه ابنتي التي تتحدث عنها.. ألا تذكر أنك نفسك وقعت في هذا الخطأ من قبل؟! وميرا صغيرتي ليست معصومة عن الخطأ.. زوجي صالح كان محقًا حين أبعدك عنا..
- اصمتي يا امرأة,,, اصمتي!!
- أبي.. لا بأس، لا تحمّل نفسك أعباء هذه العائلة!!
- فـــــارس؟! ما الذي تقوله؟! لقد حسبتك كابني..
- لست بحاجة إليكِ.. كنت سأتزوج ابنتك لذلك كنت أتحملك ولكن بعد أن ماتت ميرا فما حاجتنا لكِ ولابنتك؟! يكفي أنكن سرقتن أبي مني!!
وأذهلها هذا الحقد والكره اللذان يتحدث بهما فارس الوادع.. أم تُراه كان ذئبًا تنكر بثياب النعاج؟!.. وصراخ سعاد الباكي مزّق ما تبقى منها من أموة..
- ميرا لم تمت.. لم تمت!!
واحتضنها يوسف بذراعيه القويتين ثم وجه نظره إلى فارس وأبوه قائلًا..
- غدًا سعاد وأمها ستعودان معي إلى لبنان.. لسنا بحاجة لكما إذ لم تكونا رجالا!!
ثم وجه كلامه لسعاد..
- صغيرتي لا تبكي أنا أكيد أنه حين انتقلت ميرا للسماء وسألتها الملائكة ما أكثر ما أحبت قالت بأنه أنت!!
وحضن سعاد وأمسك بحماه ثم غادر المكان بهدوء قاطعًا أي مجال للنقاش وناشرًا الصمت والألم في الكاسات!!
- فارس..
- نعم يا أبي؟!
- الذي قلته الآن,, هل حقًا كنت تعنيه؟!.. أعني.. هل قلته لأنه نابع من القلب أم لأنه نابع من الألم؟!
وصمت فارس وأطرق رأسه مفكرًا.. وجيوشًا من المشاعر المتناقضة الجياشة تدور في أفلاك رأسه..
- قلته لأنه نابع.. من الاثنين سوية!!!

* * *

كان القهر يمتلكها وكذلك الحقد والكره وكل هذا بسبب تلك التي تُدعى ميرا سليمان..
(تلك الملعونة ما الذي فعلته بحبيبي نبيل؟!)
منذ أن تزوجها.. كلا منذ أن فُرض عليه أن يتزوجها وهو لم يمسها.. يكفيها ما حدث لها يوم زواجها.. رفع طرحتها وهرب.. يا له من مجنون!! ولكنها لن تتخلى عنه.. ستتشبث به بأظفارها ومخالبها وأسنانها لأنه لا بد أن يأتي اليوم الذي ينسى فيه ميرا سليمان ويكن كله لها من أعلى رأسه وحتى أخمص قدميه.. لأنه حقًا أتعبها كونها منذ أيام تحاول التقرب منه وهو يبعدها..
حتى أنه لم يستلقي معها في السرير.. رغم أنها زوجته وحلاله ولكنه ينام على الكنبة منذ خرجا في هذا الذي يُسمى "شهر العسل".. وهذا يؤلمها، يشتتها.. فما حلم كل عروس سوى أن ترقد في حضن زوجها الأمان وتجد في صدره الحب الذي كانت تنشده وتجابه معه صعاب الحياة؟!
كان البدر يتكبد السماء وكانت تقف على الشرفة حيث تداعب نسمات الهواء الرطب خصلات شعرها الذهبية القصيرة وتنشرها كالخيلاء في الهواء..
- نداء..
- نبيل؟!.. نعم يا حبيبي؟!
- أنا سأخلد للنوم الآن.. تصبحين على خير
- حسنًا.. تصبح على خير يا بعد عمري..
ولمست وجهها تلقائيًا حيث صفعة نبيل لا زالت تحرقها وتذكرها بالحقيرة ميرا وتزيد في قلبها الهزيل نيران الكره وبوادر الانتقام..
والتفتت إلى نبيل لتجده مستلقٍ على سريرهما.. جنبها.. وابتسمت ابتسامة كبيرة واستلقت جنبه بهدوء..
- حبيبي ها أنت تعود إلى أحضاني من جديد!!
وسرقت النظر إليه.. كان يمسك بين يديه ورقة مترهلة ويقرأ سطورها بانسجام.. وتعجبت هي.. ما هذه الورقة؟!
ثم إذا به يُقبّلها ويضمها إلى صدره الفتوي ثم يغمض جفناه بهدوء ويقول..
- وأنا أيضًا أحبك للأبد يا ملاكي..
ثم ألقاها تحت وسادته بهدوء وألقى رأسه الثقيل عليها ثم قال بصوت متهدج حزين..
- الآن فقط أستطيع أن أنام.. إلى اللقاء يا حبيبتي!!
وكادت تجزم أنها سمعت نشيج بكائه.. وشعرت بألم عظيم يجتاح كيانها.. ممن هذه الرسالة؟! ولماذا هذه الورقة العثة الصفراء تحظى بقبلة نبيل بينما وجنتها البيضاء البضة لا تحظى إلا بكف نبيل؟!
وعاد الحقد ليتملك الصدر في روحها..
(ستندم يا نبيل.. ستندم!!)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://pink1.ahlamontada.com/index.htm
شخابيط بنوتة
مديرهــ
مديرهــ
شخابيط بنوتة


انثى العمر : 24
المزاج : ممتاز جدا (*_*)
الوطن : مصر الحبيبة
عدد الرسائل : 1149
تاريخ التسجيل : 11/09/2008
رواية احبك الى الابد - صفحة 2 YEM48803

رواية احبك الى الابد - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية احبك الى الابد   رواية احبك الى الابد - صفحة 2 Empty13/9/2008, 6:49 pm

الفصل الثلاثون "مجنون؟!"


ها قد مرت أشهر عديدة على وجودها هنا في بيت الطبيب سليم.. لقد شُفيت كليًا منذ زمن ليس ببعيد وطلبت من الطبيب سليم لو يبقيها لديه مدعيةً أن لا أهل لها..
أجل فقد رأت أنه خيرًا لها أن تدعي هذا من أن تقول الحقيقة فيحاول إعادتها لأهلها ، أولئك اللذين بلحظة واحدة تناسوها.. سعاد التي وشت بها وأبوها الذي حرق وجهها وأمها التي لم تحرك ساكنة بل سمحت لكل شيء أن يحدث أمام ناظريها، غير آبهة بما حل بوجه ميرا وبسمة ميرا وحرقة قلب ميرا.. وفارس آهٍ من ذلك الشرير كان سيطلبها لنفسه.. إنها تكرههم.. تكرههم جميعًا ولا تحب أحدًا سوى نبيل.. عائلتها الوحيدة، نبيل حبيبها الزمردي وعشقها السرمدي وحفل تأبين روحها في مراحل النمو!!..
وقطع ذلك الصوت المسن أفكارها المترهلة..
- ميرا صغيرتي,,, احزري من سيزورنا غدًا..
وقالت له ميرا برقة..
- من؟!
- أكملي غسل الأطباق يا صغيرتي وتعالي جنبي لأخبرك..
وأكملت ميرا غسل الأطباق برفق ورتبتها في أمكنتها.. أجل لقد باتت ميرا ابنة الطبيب سليم وربة منزله.. فهي تساعده في ترتيب المنزل وتنظيفه ، هذا عدا عن الخبرة الطفيفة التي اكتسبتها في مجال الطب والأدوية فباتت تعرف القليل من الأدوية ولماذا تُستعمل، كما وقد رتبتها له حسب تسلسلها الأبجدي ولمعّت الرفوف.. فمن يدخل اليوم إلى عيادته البسيطة يُلاحظ الفرق الكبير مما كانت عليه والنظافة الرائعة التي أضحت عليه الآن..
وأكملت عملها ثم ذهبت وجلست جنبه..
- آه ها أنتِ يا صغيرتي..
ثم كعادته عين إصاباتها القديمة ثم سقاها ذلك المزيج المر المذاق.. نعم إنه يخاف عليها جدًا كأنها حقًا ابنته... ولم تكن ميرا تعارضه على ذلك بل بالعكس.. كانت تجد متعة في خوفه وقلقه عليها ... لا تعلم لماذا.. ولكن ربما لأنها تشعر بحضن وحنان الأبوة لديه..
- حسنًا يا عمي سليم.. قل لي الآن من سيزورنا غدًا؟!
- ابنتي .. ابنتي ميرا التي تحمل اسمك.. لقد سبق وأخبرتك عنها!!
وابتسمت ميرا بسمة كبيرة..
- وأخيرًا سأقابلها.. أنا اتشوق فعلًا لمقابلتها..
ثم لمس وجهها المحروق بتجاعيد أصابعه العجوز.. وقال لها بلطف..
- وستعالج هذا الألم لتعيدك أجمل مما كنت.. فهي طبيبة مختصة في الجراحة التجميلية كما سبق وأخبرتك..
وأطرقت ميرا رأسها بألم ثم عادت وقالت بصوت مرح..
- وقد تخرجت من جامعة الطب في باريس وهي الآن تسكن هناك مع زوجها وتوائمها الثلاث.. سبق وأخبرتني بهذا يا عمي سليم!!
وابتسم العجوز بمرح.. فقد أعادت له ميرا الفرح في حياته البائسة وملأت فراغات الوحدة التي كانت تتخلل أيامه التعيسة..
وحضنته ميرا بقوة.. فقال:
- وعندما تجري لك الجراحة ستعودين إلى أهلك يا صغيرتي!!
ونظرت إليه بتعجب..
(أهلي؟! ألم أخبره أن لا أهل لي؟!)
وأطرقت رأسها بألم ثم ابتعدت من وجهه وعادت إلى المطبخ وسؤال يكاد يقطع قلبها من تكراره
... ترى هل عرف من يكونون أهلها؟! ترى هل عرفها من شبه محتمل بينها وبين أحد أفراد عائلتها؟!..
ثم دمعة نازقة قفزت من عينها المحمرّة القاحلة..
(يشبهني؟!.. لم يعد لي وجه.. وجهي حُرق!!)

* * *

ها هي أشهر تمر على زواجها بنبيل ولا تزال كما كانت عفيفة وطاهرة وعذراء.. فلم يمسها ولم يقبلها ولم يلمس منها اليدان.. حتى انه ما عاد يشاركها الفراش فمنذ تلك الليلة ~ عندما نام جنبها على السرير~ وهو ينام على الكنبة وكأن ضلوعه لم تتكسر ولم تتهشم بعد.. ولكن لا بأس.. في النهاية سيلين!!
وأثناء استغراقها بالأفكار والتحاليل اصطدمت بشيء ونُثرت كل الأغراض التي اشترتها من السوق على الأرض وكادت تغضب على هذا الشيء لولا..
- آه أسف جدًا، دعيني أساعدك..
كم كان لطيفًا ورائعًا.. وجهه جد جميل وعيناه تشبها عينا نبيل.. ولم تعلك لماذا سُحب قلبها إليه فجأة.. وبقيت في وقوفها بينما انحنى هو على الأرض وبدأ يلاحق حبات البرتقال المتناثرة هنا وهناك ويعيدها إلى الكيس ثم يلملم بقية الأغراض..
وانحنت أمامه متعمدة أن تُظهر أنوثتها من تحت ذلك الفستان الضيق..
- أوه,, يا لك من لطيف.. دعن أساعدك!!
وبدأت تلملم الأغراض معه ثم ما إن فرغوا من ذلك وضع يده على يدها فهبت واقفة مرتبكة.. أول مرّة تشعر بهذا الدفء في صدرها.. حتى مع نبيل لم تشعر بهذا الشعور الدافئ الساقع.. أم أن نبيل لم يلمسها قط كي تعرف ماهية هذا الشعور الرائع معه.. ووقفت لوهلة تحدق في عينيه الشبيهتان بعينا معشوق البنات..
- آسف يا سيدتي.. ولكنني ببساطة لم أنتبه لك..
- آه.. لا بأس
- يا الهي كم أنت جميـــلة!!
وخجل عارم تملكها ثم رفعت يدها اليُسرى أمام وجهه وقالت بمرح..
- جميلة لكنني متزوجة..
وابتسم لها بدفء ثم مد يده وقال..
- تشرفت بمعرفتك، أنا فارس سليمان..
"سليمان؟!" وذكرتها هذه العائلة بميرا ومشاكل ميرا.. واجتاحها الغضب.. لماذا عليه أن يكون من عائلة ميرا ورائحة ميرا..
فمدت له يدها وصافحته..
- بل الشرف لي.. أنا نداء!!
ونظر إليها مستفهمًا كأنه يسألها "نداء ماذا؟!"
فابتسمت بمرح وقالت..
- أنا نداء.. وفقط
فابتسم برفق ثم قال:
- آمل أن تجمعنا الأيام مرّة أخرى لأنك حقًا وجهًا لا يُنتسى!!
وابتسمت له نداء بخفة ثم أكملت مسيرها وجبل عظيم ينقل الهموم من على صدرها!!

* * *

- نبيل..
- نعم يا جواد؟!
- أنا آسف.. حقًا آسف!!
- جواد.. لست أريد أن أناقشك أرجوك اتركني وشأني..
وأطرق جواد رأسه بألم.. فهو الآن يعرف ما معنى خسارة الحبيب.. كم يتألم لفقدانها!! وهذا الأسى في قلبه يأبى ألا يعذبه، يأبى ألا يشرده ويقتله ويحطمه..
ووضع يده على كتفه ثم قال:
- نبيــــــل.. صدقني أنا أشعر معك,,, لا تنسى أني أحببتها ولا زلت أحبها!!
- ألا تفهم؟! قلت لك اتركني وشأني..
هذا حاله منذ علموا أن حادث سيارة خطف ميرا منهم.. يأبى أن يُحدث أحد أو أن يقترب من أحد,,, فقط يبقى وحيدًا يتأمل الفراغ تارةً ويقرأ رسالة عثة تارةً أخرى.. ودمع ناشز يكر من عينيه..
( مسكين أنت يا نبيل,, لم أكن أعلم أنك تحبها إلى هذا الحد!!)
وأطرق جواد رأسه لعلّ كل لميرا هو بسببه.. لقد أبعدها عن نبيل ودمر حياتهما معًا.. وكل هذا لأجل نداء.. تلك الخبيثة الأفعى.. لم تسكن ولم تتركه وشأنه حتى دمرت حبه الوحيد وصديقه الوحيد.. ظلّت تنشر سمها القاتل في أوردة كبريائه حتى أثخنتها وخدرتها وقادتها إلى سُبل الهلاك..
وهذا الجرح على فيه نبيل تراءى له كابتسامة..
- نبيل.. هل تبتسم؟!
ونظر إليه نبيل بحنق ثم عاد يبتسم.. لم يجبه ، بل لجأ للصمت والذكريات,,, وفجأة ودون سابق إنذار انفجر بضحك هستيري عميق..
- نبيل.. نبيل ما بك؟!
ضحك لا متناهي يصدح في سكون الصمت ويمزق أجنحته وينوح في صمت الألم فيثير دمعاته..
ومسكه جواد من ذراعيه وهزه يمنة ويسرة ثم صرخ بوجهه..
- نبيل,, توقف يا مجنون..
واستمر الأخير بالضحك الهستيري ثم أمسك بطنه وانقلب على ظهره من شدة ما ضحك ولم يصمت..
(مجنون؟!.. هل يعقل أن يكون نبيل معشوق البنات قد استسلم للجنون؟!)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://pink1.ahlamontada.com/index.htm
شخابيط بنوتة
مديرهــ
مديرهــ
شخابيط بنوتة


انثى العمر : 24
المزاج : ممتاز جدا (*_*)
الوطن : مصر الحبيبة
عدد الرسائل : 1149
تاريخ التسجيل : 11/09/2008
رواية احبك الى الابد - صفحة 2 YEM48803

رواية احبك الى الابد - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية احبك الى الابد   رواية احبك الى الابد - صفحة 2 Empty13/9/2008, 6:53 pm

الفصل الحادي والثلاثون"في المطار"


كان الجو ماطرًا وضباب يستسيغ في الجو الفراغ وغبار المطر ورائحة المطر يستعران في أنفها.. آه كم تشتاق للمطر وكم تحبه.. تشعر بنفسها تحته كحورية مبللة..

- هيا أسرعي يا صغيرتي..

ونظرت إلى هذا العجوز وغطته معها بالمظلة ثم أسرعت معه نحو سيارته... ودخلها هو مسرعًا كي يقي أنفاسه من أنفاس المطر.. بينما وقفت هي تحت المطر تحدق بالسيارة برعب وخوف شديدين.. وطال وقوفها.. فصاح عليها العجوز من السيارة..

- ميرا.. هيا يا صغيرتي لا وقت لدينا..

وشعرت بانقباض في قلبها ولكنها تجبرت على كل هذا لأنها تعلم إن هذه المرة ضعفت فلن تقوى على أن تدخل أي سيارة مرّة أخرى.. وتقدمت بوجس وهدوء من باب السيارة وفتحته بروية ثم ألقت بنفسها على الكرسي وكل جسدها يرتجف، ورغم برودة الجو وهطول المطر باتت تتصبب عرقًا..وتسارعت نبضاتها وأُيقظت حواسها وعادت يدها اليمنى تؤلمها بتوحش,,, وضلوعها تتقطع وتتحطم من جديد ورأسها يتلقى صدمات من حديد.. كل هذه الآلام نبضت في جسدها حين ذاك..

وسارت السيارة على مهل لتسير ذكرياتها المرّة من يوم الحادث بسرعة,, تذكرت وجه أمها وأبيها عندما سرقت مفاتيح السيارة من جيب ثوبه.. كانا نائمين بهدوء.. وتذكرت سعاد.. كم تحبها وكم تشتاقها.. رغم أنها هي من أوصلتها إلى كل هذا ولكن مع ذلك هي تبقى أختها الحبيبة الوحيدة.. ثم أنها تنظر إلى كضربة مضادة من القدر... ففي صغرها أصابت هي سعاد بإعاقة وها هي سعاد تعود في كبرها لترد لها الإعاقة.. هذه الجروح كلها إن كان شلل سعاد أو حروق وجهها سيخبوان يومًا ما.. وسيعود الوجه الجميل لميرا وتعود لسعاد القدمان.. وشعرت برضا من نفسها ومن روحها عندما وصلت إلى هذه الفكرة.. ومن كان يعلم بأنها قد تسامح سعاد على فعلتها هذه يومًا ما؟!.. فمنذ الحادث.. منذ كانت قريبة جدًا للموت، اكتشفت في صدرها مساحات عميقة باستطاعتها أن تسامح وتحب وتنسى الألم...

وتوقفت السيارة على الإشارة الضوئية لتسكن أفكارها للحظات ولتتنفس أنفاسها الصعداء.. كم ترتاح الآن!!!.. حيث لا تحركها هذه الآلة على أربع عجلات.. وأغمضت جفناها بهدوء كأنها تستسلم لراحة النفس الأبدية.. ثم تحركت السيارة من جديد،،، وعاد الخوف يقضم من مشاعرها قضمات صغيرة متقاربة.. وعادت الذكريات المريرة تنثر في أسرار صمتها طيات الألم.. أول مرّة تعود بذاكرتها إلى ذلك إلى الحادث المشئوم، هي تذكر تمامًا ما حدث؛ تذكر كيفما لم تعرف إيقاف السيارة عندما مرّت شاحنة كبيرة من أمامها.. وتذكر أنها انتبهت للشاحنة في آخر لحظة لتستسلم بعدها للألم والحطام!!.. وتذكر أن شخصًا واحدًا شغل رأسها حينها.. إنه نفس الشخص الذي يشغل نفسها وروحها وقلبها منذ قرون، ولا زال يشغل كل ذرة من جسدها حتى اليوم.. أجل إنه نبيل.. وبطيف هارب قفزت بسمته إلى ذاكرتها المخملية وعيناه وصورته.. وسرى دفئ عميق في جسدها ألقته لمسة يده الخمرية... آهٍ من نبيل ومن حب نبيل وعشق نبيل،، آهٍ من كل ذرة هواء تقاسمتها مع نبيل ،وكل دمعة حب بكتها لأجل نبيل... وكشِباك العنكبوت شبكت ذكرى سوداء في أفكارها وأحاطت قلبها اليافع بدبقها المتردد.. ذكرى تتعلق بنبيل.. ونداء,,, ودمعة قاتلة انتحرت من على أشرفة جفناها,,, دمعة لا يستحقها سوى نبيل الروح، ولم تسقط سوى لأجل نبيل الحب.. نبيل الذي بات الآن ملكًا لنداء..

( نداء مراد زوجة نبيل مراد)

وآه كم آلمها هذا وشتتها وشردها وحطمها لشظايا وبلورات.. كم كانت قاسية الحياة معها، وكم عذبتها.. ولكنها ستصنع لنفسها حياة جديدة، وتقلب صفحاتها حتى تصل إلى البيضاء منها وتعتمدها لتكون دستورها الأبدي، فلا تشوبه شائبة ولا تصيبه ذرة غبار واحدة!!.. وستعود إلى حياتها القديمة بروتين همجي مختلف لتستعيد نبيل من نداء وتحطم نداء من نبيل.. ستعود كي ترى أمها مرة أخرى وكي ترى حبيبتها سعاد.. وتسامحها.. لأنها تعرف تمامًا كم هو قاسي الشعور بالذنب وكم هو عظيم، وليست تريد لها أن تشعر بهذا وتتألم كألمها ذاك!!

كانت الساعة تقارب الرابعة صباحًا.. كان الظلام لا يزال يحيط تلك المنطقة من العالم حيث توقفت سيارة الطبيب سليم أحمد أمام المطار، وخطا خارجها مخلوقان بعيدان في العمر وفي الظهور!!.. ومشا الطبيب سليم مسرعًا إلى الداخل وقال مستحثًا ميرا:

- أسرعي يا صغيرتي.. فشوقي يسبقني إليهن!!

وخطت ميرا خلفه بسرعة، ووقفوا ينتظرون وصول رحلة ميرا ابنة الطبيب سليم.. ولقطع الصمت الملغم الوحيد قال:

- لست أعلم ما حدث لصغيرتي ميرا ولمَ ستأتي في هذا الوقت من السنة فهي عادة تزورنا في الصيف هي وزوجها وتوائمها الثلاث...

- ربي أصلها لنا بالسلامة!!

وابتسم العجوز بتوجس.. وعاد للصمت والانتظار، وجعل يضرب برجله على الأرض بضربات منتظمة مكونًا لحنًا همجيًا من حذائه.. لحنًا أثار عصبية ميرا فوقفت على قدميها وقالت:

- عمي سليم.. سأذهب لأشتري لي مشروبًا ساخنًا، هل أجلب لك معي شيء؟!

- ها؟!.. مممم.. أجل، هل لك أم تحضري لي كوبًا من القهوة يا صغيرتي؟ّ!

وابتسمت ميرا برفق ومرح:

- بتأمر يا أحلى عمو سليم بالعالم!!

ومشت بهدوء نحو آلة القهوة ووضعت النقود فيها بكسل ثم بحثت بإصبعها المتردد عن مفتاح القهوة وضغطت عليه بهدوء.. ووقفت تنتظر امتلاء الكوب كي تسحب لها كوبًا آخرًا.. وأثناء وقوفها شعرت بطيف أسود يقف خلفها..

- عفوًا يا آنستي هل أكملتِ أم بعد؟!

وأدارت وجهها لهذا السؤال الغبي وإذ بالصدمة تشتتها وتمزقها وبسرعة أدارت وجهها من أمامه قبل أن يلحظها.. لم ترد أن يراها وهي بهذه الحروق.. لقد كان هذا رزين رجل الظلال!! وعاد رزين ليسألها..

- آنستي؟!

- كلا..كلا.. لم أكمل بعد!!

- ميرا؟!

وارتبكت بشكل ملحوظ، فتشنجت أعضاؤها وأدارت وجهها المحروق إليه وقالت:

- كلا..من ميرا؟!

ونظر إليها هو بتعجب شديد ثم أطرق رأسه بألم وتلعثم لسانه فجأة، وكأن منظرها صدمه..

- عفـ..عفوًا.. اعتقدت أنك شخص آخر..

وكادت تبتسم ولكنها أمسكت بسمتها في آخر لحظة كي لا تفضحها وقالت:

- آه.. لا بأس..

- صوتك وشخصيتك يشبهانها جدًا.. عدا أن..

وصمت فجأة كأنه قال شيئًا لم يجدر به قوله..

- عدا أن وجهها ليس محروق صح؟!

- آسف.. ولكنني قصدت أيضًا عدا أنها هي ميتة الآن..

وظهر الامتعاض والضيق على وجهه,, وفاجأها هذا.. إذن هم يعتقدون أنها ميتة الآن؟!

- آه ,,,آسفة!!!

وانقلب امتعاضه وضيقه إلى دمعات متناثرة ثم ضرب بعصبية على الآلة...

- كان يجدر بي أن أكون هناك وأمنع كل ذلك!!

... إذن يعتقدون أنها ترقد بين الملائكة أو بين الشياطين؟!.. هذا يعني أنه زارهم.. أي انه يستطيع أن يطمئنها عن سعاد وأمها وعن يوسف وأهلها.. وقد يستطيع أن يطمئنها عن نبيل!!

وترددت.. هل تخبره الحقيقة؟! أم تُبقي على صمتها وادعائها؟!.. ولكن هذا رزين قريبها الوحيد وصديقها الوحيد.. وحضن شكواها الوحيد!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://pink1.ahlamontada.com/index.htm
شخابيط بنوتة
مديرهــ
مديرهــ
شخابيط بنوتة


انثى العمر : 24
المزاج : ممتاز جدا (*_*)
الوطن : مصر الحبيبة
عدد الرسائل : 1149
تاريخ التسجيل : 11/09/2008
رواية احبك الى الابد - صفحة 2 YEM48803

رواية احبك الى الابد - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية احبك الى الابد   رواية احبك الى الابد - صفحة 2 Empty13/9/2008, 6:55 pm

الفصل الثاني والثلاثون "عائلتي الجديدة!!"


- آه ها أنت يا صغيرتي... لما كل هذا التأخير؟!

- عذرًا عمي سليم!!

وأمسكت بأحد أكواب القهوة وقدمته له ثم أخذت الآخر وحضنت ذراعه و..

- هيا بنا..

ومشيا سويًا عائدين لغرفة انتظار القادمين، ثم التفتت إلى رزين بحنين لا سابقة له..

- كان ممتعًا لي أن ألقاء.. إلى اللقاء يا رزين الظلال!!

وتمتم رزين بتعجب..

- رزين؟! كيفما علمت باسمي؟!

بينما اختفت ميرا والطبيب سليم عن أنظاره متوغلين بين أفواج المنتظرين.. عادا للانتظار.. وما هي إلا لحظات حتى بدأت أفواج الواصلين بالخروج.. وتوقف الطبيب سليم على قدميه بلهفة وحملق بالواصلين الجدد وفجأة صرخ..

- ميرا حبيبتي.. ها نحن!!

وأنثى جذابة بالعشرين من عمرها تقترب نحوهما وخلفها تمشي ثلاث مخلوقات صغيرة رائعة.. وابتسمت ميرا لهذا المنظر.. بينما اقتربت ميرا الأخرى من الطبيب سليم أحمد وضمته بشدة.. وفي نفس الحين تهافتت عليه الثلاث مخلوقات حاضنين اياه بحب وصارخين..

- جدي, جدي, جدي

وانحنى الطبيب سليم ليداعب الفتيات بينما اقتربت ميرا أحمد من ميرا سليمان وصافحتها برفق..

- لقد حدثني أبي عنك كثيرًا.. حتى بت أشك أنك أنت ابنته لا أنا!!!

وابتسامة عريضة احتلت وجنتا ميرا وخجل عظيم ترقرق في وجهها.. فلامست وجهها الأخرى وأضافت..

- لا بأس يا صديقتي.. ستكونين أختي التي لم أحظى بها يومًا!!

كم كانت رقيقة هذه الميرا وكم كانت طيبة..

والتفت الطبيب سليم إلى ميرا وقال لها..

- ولا تنسي أن تتعرفي على هؤلاء الصغار..

ثم أشار إلى التوائم الثلاث وقال:

- رغد, راغدة وتغريد..

وابتسمت لهن ميرا بفرح واقتربت منهن كي تقبلهن ولكنهن ركضن واختبأن خلف أمهن فزعات.. وشعرت ميرا بألم عظيم يمزقها.. لقد خافوا منها ومن وجهها,,, لقد رأوا فيها الوحش!!!.. وعبرة مترددة حفرت على وجنتها سبيل، فمسحتها بسرعة كي لا يلحظها أحد.. وشعرت بيد لطيفة تلامس كتفها..

- لا بأس يا صديقتي.. سأعيدك إلى ما كنت عليه..

وابتسامة ملاك شقت طريقها إلى شفتيها المحروقتين.. سرّت الطبيب سليم..

- هيا بنا إذًا..

وخرج ليخرجوا جميعًا خلفه,,, والتفتت ميرا التفاتة أخيرة إلى الخلف.. وفاجأها رزين يحملق بها كالمشدوه.. ويراقبها ويراقب حركاتها.. وخافت ميرا من أن يكشف أمرها، فذهبت مسرعة نحو السيارة وركبتها..

وسارت السيارة تشق في عباب الصمت لها طريقًا.. ومرّ الوقت، فغفت رغد ثم راغدة ثم تغريد و..

- لماذا جئت وحدك؟! أين السيد زوجك؟!

- أبي أرجوك لا تبدأ هذا النقاش الآن.. أنا متعبة!!

- تمامًا كعادتك تتهربين..

- أبـــــــــي!!

- لن أصمت حتى تخبريني لما هو ليس بينكم الآن؟!

وصمت محطم حزين، ثم نشيج بكاء متكسر وصوت رقيق لفظها بصعوبة..

- لقد طلــ..طلقني!!

وصوت وقوف السيارة الفجائي أخافها.. ليست تحتمل حادثًا آخرًا!!.. وارتعشت فرائصها وارتعدت.. بينما التفت الطبيب سليم إلى ابنته..

- مـــاذااا؟! ذلك المجنون العاق سيدفع الثمن غاليًا!! هذا من تركتني لأجله؟! وعصيتي أمري لأجله؟! هذا الأجنبي الذي تزوجتميه رغمًا عن أنفي؟!

- كفى يا أبي يكفـــــــي!!

وأجهشت ببكاء مر حزين...


* * *


كان الجو خانقًا وحارًا في آن واحد.. آن ينازع في وحدة كبريائه وصمت عبراته.. من هذه الغريبة التي اهتزت له مشاعره.. ولمَ ذكرته بميرا؟!.. ميرا بالذات.. رفات تحت ثرى منسي!!

هل عليه أن يستمر بقيادة هذه الهوجاء الشرسة.؟!.

كان رزين يشعر بحمى مشاعر تجتاحه وتغتاله وتبعثره,,, حمى مشاعر متناقضة، متنافسة.. عليه أن يعرف من تكون هذه الغريبة حتى نادته رزينًا دون أن يذكر اسمه أمامها من قبل..

وتوقفت السيارة التي أمامه في باحة بيت ريفي قديم ولافتة عيادة قديمة رثة خُطّ عليها بأحرف مرتجّة..

"عيادة الطبيب سليم أحمد"

وأوقف رزين سيارته في الظلال ثم وقف يراقب الأشخاص الخارجين من السيارة.. أولهم كانت تلك المرأة,, خرجت راكضة باكية وكأن شيئًا ما أفزعها.. ثم ذلك الطبيب وعلى كتفه فتاة نائمة.. وبعده خرجت تلك الغريبة، شبيهة ميرا، وبين ذراعيها طفلة غاطة في أحلام طفولية وردية وفي يدها تمسك يد طفلة أخرى تفرك رموش عينيها...

وعن بعيد.. لاحظ تلك الحروق الصعبة على وجنتها.. ولاحظ مدى كآبتها وتعاستها وحزنها العميق.. وانتظر برهة حتى دخلوا جميعًا هذه الدار ثم استسلم للتفكير...

( ربما علي أن أدخل خلفهم وأسالها من تكون,,, سأطلب من الطبيب أن ينادي ميرا وعندها سأعرف حقًا من تكون!!... آه ما بالي.. أفق يا رزين أفق، ميرا الآن جثمان محنط بين حطام سيارتين!!)

ودمعة قاتلة قفزت من عينيه ثم أدار محرك سيارته وراقب البيت بهدوء.. وكاد يترك مكانه ويسافر عائدًا للمطار مي يستقبل والديه إلا أن هناك رغبة ملحة أجبرت يداه على إدارة المفتاح والترجل من السيارة..

وطرق ذلك الباب,, ومن الداخل أتاه صوتًا ناعمًا كصوت ميرا بالذات..

- أدخل..

وفتحت الباب على مصراعيه بهدوء وفاجئها رزين الظلال بظله الطويل وطيفه الغاضب الحزين على باب الدار.. وآلمها منظره هذا, لطالما أرادت أن تخفف عنه حزنه وتبعث في روحه الأفراح لأنه كان عزيزًا على روحها.. كان لها أعز صديق..

- مرحبًا

- أ..أهلًا وسهلًا.. تفضل..

- هل لي أن أحدث الطبيب سالم؟!

وابتسمت ميرا بهدوء..

- تقصد سليم,, نعم تفضل سأناديه!!

وبقي رزين واقفًا مكانه، شاغرًا فاهه,,, الآن قطع الشك باليقين,, لن ولم يخطأ هكذا ابتسامة؛ ابتسامة ملاك!!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://pink1.ahlamontada.com/index.htm
شخابيط بنوتة
مديرهــ
مديرهــ
شخابيط بنوتة


انثى العمر : 24
المزاج : ممتاز جدا (*_*)
الوطن : مصر الحبيبة
عدد الرسائل : 1149
تاريخ التسجيل : 11/09/2008
رواية احبك الى الابد - صفحة 2 YEM48803

رواية احبك الى الابد - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية احبك الى الابد   رواية احبك الى الابد - صفحة 2 Empty13/9/2008, 6:57 pm

الفصل الثالث والثلاثون "ميــــار!!"


كان التوتر يملأ الأجواء برائحة كرائحة الحريق,,, وكدخان مُعتق في أقنية نبيذ!!.. وهم عظيم بدأ ينصب خيامه ويغرز أوتاده في صدرها العظيم...

- ميرا صغيرتي,,,, هل تعرفيه؟؟!

ودمعت عيناها وتلعثم لسانها وأطالت به التحديق ثم أومأت برأسها موافقةً..

ونظر الطبيب سليم إلى هذا الرزين، ثم قال له:

- إذن أنت حقًا ابن خالتها عبير.. كما زعمت!!

- نعم يا سيدي,,, ولكنني والله لم أعرف أنهم أحرقوا وجهها، لقد قالوا لي أنها ماتت و.. و..

- لا بأس.. هدئ من روعك_ ها هي حية تُرزق..

وتنهد رزين بحسرة بينما اكتفت ميرا سليمان بالنشيج..

- ميـــــرا.. ميــــــرا يا ابنتي تعالي ها هنا..

واقتربت ميرا أحمد من المكان وآثار دمعات متفرقة تحتل وجنتيها.. ثم ضمها الطبيب سليم وقال..

- يا ابنتي لا تحزني,,, ما كان طليقك يستحقك ولا يستحق ملائكتك الثلاث، بيتي هنا مفتوح لك متى شئت وحتما شئت فميرا هذه قريبًا ستغادرنا مع ابن خالتها رزين..

ونظرت إليه ميرا سليمان مشدوهة..

(أرجوك يا عمي سليم لا تُعدني إلى هناك!!)

فربت على كتفها مواسيًا..

- لا تخافي يا صغيرتي,,, لن نعيد ميرا إلى هناك بل... سنعيد ميار!!!



* * *


قد يعجبكم كيف أن الزمن يمر بسرعة بعد كل أزمة وأزمة.. وكيف أن كل تلك الآلام لا تضحي سوى ذكريات!!!

رزين لم يفارقها طوال الأشهر الثلاثة المنصرمة، كان يراقب ولادة ميار..

كانت ميرا طبيبة رائعة ومميزة بقدر أبيها، واستطاعت أن ترسم لها وجهًا جديدًا خالٍ من الحروق,,, تطلب الأمر جهدًا جهيدًا وألمًا عويصًا.. وها هي تنتظر إزالة هذه العصابات عن وجهها حتى ترى ولأول مرة... ميار!!!

ميار_ كانت فكرة الطبيب سليم، أراد أن يرسلها مع رزين رجوعًا إلى بيتها وأهلها؛ كي تعتاد التغيير الذي طرأ عليهم أثناء فترة غيابها.. وفي نفس الوقت عليها أن تواضب على زيارة طبيب نفساني كي يساعدها على التجبر على هذه المشادات والأوقات العصيبة ويساعدها كي تعود لتبني نفسها المنسية بينهم وتنسى كل ما مرت به من عذاب... وفي الوقت المناسب ستعود ميرا إلى الأنظار وعندها فقط ستختفي ميار!

كانت الفكرة خالية من الأخطاء ورائعة حتى جعلت ميرا تُحلّق بأحلامها نحو المستحيل.. ميرا ثم ميار.. ثم ميرا.. ميرا ونبيل.. نبيـــــــل ، آه كم تشتاقه..

- ميار.. هيا يا عزيزتي ستزيل لك الطبيبة ميرا هذه العصابات..

ونظرت إليه، إلى رزين الذي اعتاد ايمها المستعار..

( لماذا تخطفني دائمًا من أفكاري,,, حين تقارب الوصول إلى نبيل؟!)

وابتسمت ميار بهدوء.. ابتسامة ملاك!! ثم وقفت على قدميها واتجهت نحو الطبيبة ميرا لإزالة هذه العصابات..

ووقفت أمام المرآة..

(مرآتي يا مرآتي,,, أعيديني إلى جمالي!!)

وأغمضت جفنيها بهدوء بينما كانت الطبيبة ميرا تُزيل الضمادات بخفة ورفق.. ونبض قلبها بشدة وشعرت بروحها تسقط في كعب قدميها,,, بقدر ما أرادت أن ترى وجهها الجديد كانت تخاف!!.. بقدر ذلك كانت تهاب وترتعب لمجرد فكرة أن الحروق لم تزل!!

- افتحي عينيك يا حبيبتي..

وبهدوء ليس بالمصطنع رفعت جفنيها بروية الأموات حين يموتون...ثم.. صـ/ـر/خـ/ـة مدوية زعقت في السماء...!!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://pink1.ahlamontada.com/index.htm
شخابيط بنوتة
مديرهــ
مديرهــ
شخابيط بنوتة


انثى العمر : 24
المزاج : ممتاز جدا (*_*)
الوطن : مصر الحبيبة
عدد الرسائل : 1149
تاريخ التسجيل : 11/09/2008
رواية احبك الى الابد - صفحة 2 YEM48803

رواية احبك الى الابد - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية احبك الى الابد   رواية احبك الى الابد - صفحة 2 Empty13/9/2008, 6:59 pm

الفصل الرابع والثلاثون " عدت إليك يا وطن!!"


ذات الصمت، ذات الخنوع,, ذات " الجنون".. لا زال يحتل صدر هذا الشخص الجالس هنا.. ولا شيء يشغل باله سواها.. ولا أحد يسكن قلبه سواها.. ولا دواء لجرحه سوى ذكراها.. وكما كان منذ أزمان,,, لا زال,, لا يعشق سواها ومهجة أشواقه لا تنتحب لسواها؛ ميرا الروح والقلب، ميرا حبيبة العمر.. فقط لو يراها.. لو يشفي غليل الشوق والعشق في أصداع نفسه منها.. فقط.. لو يلامس أطياف شعرها ويداعب أطياف يديها ويقبل أطياف وجنتيها!!
( أين رحلتِ وتركتني يا ميرا الحب؟!)
ميراه أصبحت تحت الثرى الآن,,, ضمها القبر بينما لم تضمها ذراعاه.. غطاها الكفن ولم تغطها يمناه.. فارقتها الروح ففارقته، طارت إلى حدود السماء وتركته..
يحاول أن أن ينساها ويُعوّد نفسه على عدم ذكراها, ولكن هيهات هيهات.. سَلَكَ كل الطرق والاتجاهات، وأحجم عن سبل ومتاهات ؛ ولم يفده شيء,, لم يسعفه شيء، لم ينجده شيء ولم يساعده شيء على النسيان!!
وها هو الآن يتنفس آخر شهقاته في هذه العيادة يحاول أن ينساها.. قالوا له أن مرضه نفساني، وأن صدمة نفسية آثرت في صدره فحفرتها رسمًا وصوتًا وصورة.. ويا لهم من مجانين أيسمون الحب مرضًا؟! أو يصفوا له دواءً وطيًا؟!
كلا.. الحب أقوى منهم ومن أطبائهم واقتراحاتهم المتخلفة.. ولكن لا بأس سيخنع لهم ويخضعُ، ويقابل هذا الطبيب علّه يعالج ما يختلج نفسه ويفتح في قلبه للأمل بصيص...
وبينما هو في غمرة جنونه، شعر بلفحة دافئة تحتل لها في صدره أساطيل وقلاع، ولا شعوريًا وجه أنظاره نحو هذه الملاك.. هذه التي دخلت العيادة توًا وفتحت في قلبه جرحًا.. هي ميرا لا محالة ولكنها لا تشبهها بشيء,, بسمتها، نظرتها، ارتعاشها حين التقت عينيه بعينيها ذكروه بميراه..
- أهلا آنسة ميار.. أسعدنا حضورك..
- شكرًا لك..
(ميـــار؟!)
وهذا الصوت؟! وهذه البسمة والنظرة؟ّ من هذه الميار حتى سرقتهم من ميرا وحتى أبعدته للحظات عن ميراه؟!
لاحظ تلعثمها وترددها وارتعاشها وارتباكها المكبوت,,, لاحظ كل حركة وكل نظرة وكل دمعة قنوط.. حاولت أن ترحل ولكن ذاك الذي يرافقها منعها مرارًا وتكرارًا.. كأنها شعرت مثلما شعر هو.. أيعقل؟!
- سيد نبيل,,, تفضل الطبيب على استعداد ليراك!!
وانفجار بكاء مزقه.. ذكره بغلاوة دمعاتها، ونظر إلى هذه الميار.. ما الذي يُبكيها؟!... ما باله يُعرها انتباهه؟! أليس يدري أنه في عيادة نفسية؟! وأنه قد تكون هذه الميار – رغم ملائكيتها – تفيض جنونًا!!!
وانتفض نبيل مستويًا عن مقعده ثم دخل العيادة ولا تغادره ميار!!



* * *



ذاك الموقف لا زال يجري بدمها.. كالسم يُخثر خلايا ذاكرتها ويبعثرها.. لم تتوقع أن ترى نبيلها بهذه السرعة ولا أن ترى عيناه,,, لذلك ما استطاعت أن تكبت ضعفها أمام محيّاه ولا أن تمسك دمعاتها وانهيارها عن الانكسار.. شعرت به لوهلة يخترقها بنظراته الرائعة كما اخترقها منذ أزمان..
( رويدك يا ميار .. هذه فقط البداية!!)
- هل أنت جاهزة يا عزيزتي؟!
ورمقت رزين نظرة كلها ألم ومعاناة، ثم أحالت بوجهها إلى هذا الباب القابع في وجه الأهوال، ورفعت قبضتها الحريرية برفق لتطرق جسده الحديدي الصلب.. فارتجفت قبضتها وترددت.. ودمعة دائخة من مقلتها البنية سقطت.. ليست تعلم لما شعرت بكل هذا القنوط واللاسعادة.. وكأن الحزن اجتاحها كملك في أسطورة خيالية باهتة ونفث دخان صمته ومعاناته في روحها البيضاء المنسية...
- هيا يا ميار لن ننتظر حتى الأبد.. تشجعي يا عزيزتي!!
فأثارتها كلماته وحثت قبضتها على الطرق بخفة.. وصوت متهدج من الداخل أعاد إلى قلبها السكينة والهدوء..
- أدخل..
قالتها أمها وما أعذب من هكذا كلام.. حبيبة القلب أمها, كم تشتاقها.. فقط تود لو تراها كي تنكب عليها باكيةً إياها حاضنةً راحة يديها مقبلةً ومن حدبها السماح طالبةً..
ودخل رزين.. بينما التزمت هي بالوقوف، ولاحظ شرودها والتصاقها بأرضية المدخل.. فمد يده وسحبها..
واقتربت أمها منهما بهدوء ثم حضنت رزين..
- أهلا يا صغيري.. نوّرت بيتك...
ثم رمقت ميار بنظرة عميقة ليست تعرف معناها وانهمرت الدمعات من عينيها وتمنت لو هي أيضًا تحظى بحضنها.. وحملقت بوجه أمها الملائكي.. كيف قوي قلبها على أن يتركها؟! وشعرت بدوار خفيف يمتلكها.. ولكن كلا.. لن يغالبها الإعياء ولا الدمعات عليها أن تكون أقوى كي تعود أقوى..
وأثناء شرودها الامنهي شعرت بيد تلمسها وحضن يمتلكها..
- ما بك يا صغيرتي؟!.. ما بها يا رزين؟!
(آآآآآآه.. سأفرغ دمعاتي في صدرك يا عظيمة وأغرز رأسي بين عظامك.. محال أن أتركك.. محال أن أغادر وطن حضنك يا أمي!!)
وأجهشت ببكاء مر عقيم.. بينما تلعثم رزين,,, ثم تمالك نفسه وقال:
- آسف يا خالة ,, نسيت أن أعرفك إلى ميار، خطيبتي، لقد.. لقد توفي والداها في حادث مأساوي.. لذا.. لذا هي لا زالت متأثرة و..
- يا مسكينة!! لا بأس يا صغيرتي,, لا بأس.. أنا فقدت ابنتي أيضًا.. ستكونين بمثابتها وأكون بمثابة أمك..
ونظرت ميار إلى هذه المرأة العظيمة الرقيقة.. كم هي قوية!.. تستبدل ابنتها بغريبة كي تُشعر الأخيرة بالحب والطمأنينة..
( كم أنت عظيمة يا أمي.. كم أنت عظيمة!!)
- شكرًا يا أمـ.. خالة!!
وابتسمت لها الأم برثة ثم قالت:
- آن لك أن تقابلي صغيرتي سعاد.. هلمي بنا,, هي لا تبارح غرفتها منذ..منذ الحوادث المأساوية التي أصابتها..
وتحركت ميار بهدوء.. ستقابل سعاد,,, تُرى هل حطمها الذنب؟!
وطرقت الأم على باب غرفتها بهدوء...وبهدوء مماثل فُتح باب الغرفة، وهذه السعاد.. كلا ليست تشبه أختها البتة.. وشهقة واهنة خُنقت في أصداع روحها..
- يعاد؟!
- أجل,, ومن تكونين؟!
- أنا.. أن مير.. ميار خطيبة رزين..
- آه أهلا
وحركت سعاد كرسيها المتحرك وتلولبت به كفراشة مقطوعة الجناحين، ثم وبهدوء الأموات استدارت نحو الحائط غير آبهة بهذه الميار.. ودخان ونار حُفرا في لب البلاط..
ودمعة عالقة بين جفني ميار سقطت.. لن تثنيها ولن تبكيها.. سعاد!!!



* * *



- فارس,, أين أنت يا حبيبي؟!
- ماذا تريدين؟!
- تعال إلي بسرعة لقد خرج نبيل منذ قليل,, علي أن أكلمك!!
- حسنًا أنا آتٍ..
ولحظات قليلة ثم طرق خفيف على الباب..
وركضت نداء مسرعة نحوه وفتحته بهدوء ثم أقفلته بسرعة خلف هذا الزائر الغريب وبسرعة تماثل باقي السرعات انكبت عليه حاضنة إياه..
- اشتقتك يا حبيبي..
وابتسم فارس سليمان ثم قال:
- ماذا أردتِ أن تخبرني؟!
وأخذت نداء بيديه ثم جلست على كنبة صوفية بيضاء وأجلسته جنبها وابتسمت ابتسامة عريضة ثم خلفها سقط سيل من الدمعات.. وليس يعلم من أين أُكيلت عليه كل هذه الصرخات:
- سأموت,, سيقتلني نبيل,, سيذبحني ويدفنني في صحن الدار.. يا مأساتي، يا مأساتي.. يا لي من غبية.. كم كنت غبية!!! آه لو أموت الآن وأرتاح!!!!
- هدئي من روعك يا حلوة,, ماذا هناك؟!
- آه أو تسألني يا فارس؟! حسنًا.. أنا حامل,, حامل!!
وانكب فارس واقفًا على قدميه يحاول أن يعي عمق الصدمة..
- إنه طفلك شئت أم أبيت..
- كلا.. هو.. هو.. ابن نبيل..
- لا.. نبيل لم يمسني منذ زواجنا,,, أنت الوحيد الذي.. الذي خنت نبيل به..
- مـ..مـ..ماذا؟! ابني؟!.. أنت مجنونة أنا لا علاقة لي بك!!
- فارس,, لا تتركني الآن أرجوك!!
وانهارت أمامه باكيةً ولم تستجديها الدمعات,,, كان قلبه أقسى من أم يرّق عليها وغرائزه أسفل من أن ينكب عليها وينهشها مرّة أخرى.. لم يحبها يومًا.. جلّ ما أراده هو المتعة والانتقام!! ,, أجل الانتقام.. فنبيل زوجها هو حبيب ميراه.. ولأجله رفضت شباب قلبه وطلبه للزواج.. ولكن لا بأس فلتمت نداء الشمطاء ما دام ذلك سيحقق له الانتقام...
- لا شأن لي.. اتركيني,,, دعيني وشأني..
- وابنك؟! ابنك فارس!
- لن ألطخ اسمي بابنٍ من آل مراد!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://pink1.ahlamontada.com/index.htm
شخابيط بنوتة
مديرهــ
مديرهــ
شخابيط بنوتة


انثى العمر : 24
المزاج : ممتاز جدا (*_*)
الوطن : مصر الحبيبة
عدد الرسائل : 1149
تاريخ التسجيل : 11/09/2008
رواية احبك الى الابد - صفحة 2 YEM48803

رواية احبك الى الابد - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية احبك الى الابد   رواية احبك الى الابد - صفحة 2 Empty13/9/2008, 7:00 pm

الفصل الخامس والثلاثون"عندما تسأله الملائكة!!"


- ما الذي حدث لسعاد يا خالة؟!
- آه يا رزين لو تعلم,, منذ استوفى الله ميرا وهي تشعر بحالة ذنب لا متناهية، لقد عذبت نفسها حتى حطمتني معها.. ولكن صدمتها الكبرى كانت عندما خطفت يد المنون من بين يديها يوسف..
- مـــــــــــاذا؟! يـــوســـــــف؟!؟!؟!
صرخت ميار بأعلى صوتها وجحظت برزين وأمها..
- ما بك يا ميار يا صغيرتي هل تعرفيه؟!
- ماذا؟!لا,,,لا.. فقط أخبريني ما حدث؟!
- لقد كان عليه أن يشترك بمسابقة السباحة المحلية,,, لذلك اصطحب سعاد وإياه كي يتمرن قبل المسابقة في عرض البحر.. لطالما أخفق البحر وأمواجه مع يوسف إلا هذه المرة؛ يوسف هو الذي أخفق، فابتلعته الأمواج وأخذه البحر إلى القاع!!!
- غرق؟! وأمام ناظري سعاد؟!
- أجل يا صغيرتي، وهذا الأمر حطمها ونتيجة لانهيارها العصبي أصيبت بأخطر الأمراض الحركية حيث جعل منها الأمر مقعدة مرة أخرى,,, لقد أقنعت نفسها كليًا أن الله سلب يوسف منها لأنها لم ترضى بحكمته حين جعلها مقعدة..واعتقدت أن الله كرهها لأنه أعاد إليها الصحة، فميرا منذ زمن حين كان يجتاح الشلل قدميها أخبرتها أن الله يحبها لذلك جعلها مقعدة.. لأن حين يحب الله عبدًا يدب فيه العلل.. والآن هي مقتنعة بهذا أكثر من ذي قبل، الأطباء في لبنان قالوا لنا أن لا شيء سيعيد قدميها من الموت.. سوى حياة فرحة أخرى قد تتجسد بشخص تحبه جدًا، أو صدمة وردية تجعل من حياتها نعيمًا!!!
وسقطت الدمعات من مقلتي الأم المتورمتان.. لكُثر ما بكتا ونحبتا!!
والتفتت ميرا إلى رزين ولاحظت بسمة خفية على شفتيه!!!.. ماذا حدث؟! ماذا يجري؟!.. ولم تعلم لماذا كاد يدفعها الجنون لتصرخ ..
" أنا ميرا يا أماه أنا ميرا,, فلتعد قدميكِ إليكِ يا سعاد!!"
ولكن شيئًا ما أسكتها.. وثم رزين زاد من صمتها:
- وأين فارس وعمي أيمن؟!
- رحلا.. وتركانا وحيدتين,, لقد تشاجرا ويوسف لأجل ميرا.. فغادرناهم وغادرونا..
- أريد أن أكلم سعاد!!
قال رزين بحزم وشرود..
- تفضل يا صغيري..
ووقف رزين على قدميه بارتباك ثم حملق قليلًا في الفراغ واندفع نحو غرفة سعاد!!!



* * *



ووقف أبو نبيل يحملق بهذه الساقطة وعيناه تقدحان شزرًا.. لقد ائتمنها على ابنه وجعله يصونها غصبًا عنه وهي تخون ابنه مع فرد من آل سليمان؟! وليس هذا فقط.. إنما هذا النبيل لم يتحرك ولم يُحرك ساكنًا!!
- اسمعي يا نداء.. نبيل سيطلقك الآن أتفهمين؟!
ونظرت إليه نداء بألم ثم انكبت على قدميه مقبلةً والدمعات تبلل وجهها:
- أرجوك يا سيدي,, ابني من سيربيه؟! هذا حفيدك,, حفيدك!!
- وهل تعتقدين أننا سنربي فردًا من آل سليمان؟! فليربيه أخوك أو أعيديه لأبيه!.. هيا يا بني طلقها..
وببرود الصقيع وثلوج تشرين..
- أنت طــــــــــــــالق!!
وشعر براحة نفسية عظيمة تتكلله وبميرا تجتاحه مرّة واحدة!!
(آآآآآآآآه كم أعشقك يا ميرا الروح!!)



* * *



وحملقت سعاد برزين ونور طفيف أنار وجنتيها..
- ماذا قلت؟!
- لقد قلت بأنني أكيد أنه حين مات سألته الملائكة ما أكثر ما أحب فقال أنه أنت!!
ودمعات ناشزة اغتالت عينا سعاد... لقد ذكرتها كلماته هذه بيوسف,,, هو أخبرها نفس الكلام حين استوفى الله ميرا!!
ونظرت إلى رزين بنظرة مُفعمة بالأمل.. وتذكرت عند صغرهما كم كانت تحبه!!! وشعرت بدفء عظيم بين جوانحها.. هل يُعقل أن يُعوضها الله برزين عن يوسف؟! وهل يُعقل أن الحب للحبيب الأولِ؟!.. وابتسمت سعاد برقة حين وصلت لهذه الأفكار وشعرت بنفسها تطير!! ولاحظ رزين هذه الابتسامة فاتسع ثغره بأخرى شبيهتها واقترب من سعاد بهدوء..
- كم هي رائعة هذه البسمة..
ونظرت إليه سعاد بألم وفرح متخالطين فلمعت عيناها بشيء من النور الإلهي وأُضيء وجهها الطاهر بهالة نورية حتى تراءت لرزين كملاك سقط لتوه من السماء، ولا شعوريًا وجد نفسه يحضن يديها الباردتين و..
- هل تقبلين بي زوجًا يا سعاد؟!




* * *



(آآآآآآه كم أنت رائع يا تراب الوطن.. كم اشتقت لهوائك الجاف اللطيف يا بلدي!!)
وأغمضت ميار عينيها بهدوء واستنشقت من عبق الهواء مِلئ رئتيها.. ثم فرشت يداها في الفضاء ودارت ودارت ودارت..و..
- آه,, أنا آسفة
- لا بأس يا..ميـ..ميار!!
ونظرت إلى هذا الشخص,, إنه نبيل,, نبيل بحد ذاته وذواته يقف أمامها يرمقها بتلك النظرة العشوائية الرائعة وبسمة معشوق البنات تُزين شفتيه المكتنزتين...
- ماذا؟!.. أنى لك اسمي؟!
- سمعتهم يحدثوك في العيادة ألم تتذكريني؟!
وطأطأت ميار رأسها بخجل..
- بلى، طبعًا أذكرك!!
- هل تشرفيني السير معي بين هذه الآكام؟!
وابتسمت ميار,, ابتسامة ملاك!!_ ابتسامة ميرا الروح والعمر..
- أجل..
بصوت ميراه قالتها ومزقت ما تبقى له من فؤاد وقرعت ما تناثر منه من نبض!!
وسارا جنبًا إلى جنب بسكون لا يُثنى ثم خرق نبيل قوانين السكون وقال:
- أتعلكمين؟!,, أنت تذكرينني بإنسانة أحببتها جدًا جدًا..
- حقًا؟ ومن تكون؟!
- هي تملك عينيك وابتسامتك وكما شدَدِتني إليكِ هي شدّتني!!
- حقا؟ ومن تكون؟!
- تكون لي الروح من روحي والقلب من قلبي وكلي من قمة رأسي حتى أخمص قدمي..
- رائعٌ هو حبك لها..
- حتى اسمك كاد يلفظ باسمها!!
- حقا؟.. لماذا؟ ما اسمها؟!
- ميرا..
وتجمدت ميار في مكانها كأنما التصقت قدماها بالأرض، كأنما هذه الأرض ستنشق لتنفثها إلى أعالي السموات.. ولا شعوريًا وجدت نفسها تقبع بين أحضان نبيل وتُجهش بالبكاء وصوتها لا ينكف عن الاحتضار..
- أنا ميرا يا نبيلي,, أنا ميرا ولست بميار!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://pink1.ahlamontada.com/index.htm
شخابيط بنوتة
مديرهــ
مديرهــ
شخابيط بنوتة


انثى العمر : 24
المزاج : ممتاز جدا (*_*)
الوطن : مصر الحبيبة
عدد الرسائل : 1149
تاريخ التسجيل : 11/09/2008
رواية احبك الى الابد - صفحة 2 YEM48803

رواية احبك الى الابد - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية احبك الى الابد   رواية احبك الى الابد - صفحة 2 Empty13/9/2008, 7:01 pm

الفصل السادس والثلاثون " النهاية.."


سماء بيضاء صافية، وشمسٌ.. كم هي دافئة,,, وزغاريد تصدع في أقتية الجو وتسقط حلمًا ورديًا بين العروسين.. ميرا ونبيل_ ذكرى حب رائع جميل,, أحرف كُتب لها الفراق ثم الضياع ثم لقاء ما بعده انقطاع.. وبسمتين تخالطتا في نفس الروح؛ بسمة ملاك وبسمة معشوق البنات,, ويدها بيده.. لا أحد يفرّق بينهما؛ لا نداء ولا جواد ولا فارس ولا أحد.. وآل مراد وآل سليمان؟! في الحفل سوية يقفون, لأنهم أدركوا أخيرًا أن الحب لا يتسع للخلافات فهو أوسع من نطاق الجسد بكثير,, وعلموا أن اللعنة التي نزلت عليهم منذ القدم من السماء كسرها حب حقيقي طاهر عفيف..
كان المشهد رائعًا وكاملًا بكل ما في الكلمة من معنى وصورة واحدة ضمت قلبان في إطار.. وميرا بفستانها الأبيض المزخرف الجميل، كانت حقًا كالملاك.. ونبيل.. يداه لم ترتعشا ولم يتملكه القنوط فقط بسمة كبيرة غزت شفتاه حين الطرحة رفع عن وجه ميراه.. ميرا هي وليست بنداء ولا أحد سيسلبها من حضنه الأمان.. تمامًا كخرافة لعرافة محنكة تحاول الترويج لعطر الحب في دروجها..
ولكن.. لم يكن اليوم هو يوم سعدهما وحدهما..فسعاد كانت تلبس الأبيض وعلى قدميها تقف، ورزين يتأبط ذراعها ولأجلها يضحك ويعيش.. ونداء وجواد يقفا من بعيد يشاهد كل منهما احتضار قلبه وانصهار الوريد.. ولا شعوريًا لمست نداء بطنها حيث يقطن طفلها ورمقت فارس السكير عن بعيد!!
وثلاثة توائم ملئوا الجو بالهرج والمرج والضحك الوفير_ رغد وراغدة وتغريد.. ومن ميرا اقتربن بسعادة وحضنّ فستانها الأبيض العظيم فعائلتها الثانية شاركتها الفرح الزهيد ..
وهناك.. داخل بيت آل سليمان.. ذات الصورة التي تهز الجدران، ذات الصورة المزينة باسوداد وشاح.. كانت تبتسم!! لأن صاحبها – صالح سليمان – وجد أخيرًا السكينة في قبره دون ثأر ودون سكب دماء.. فالحب أعظم من الموت.. كالخلود في أحيان فِناء!!


- تمت بحمد الله تعالى -
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://pink1.ahlamontada.com/index.htm
 
رواية احبك الى الابد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شخابيط بنوتة :: ]..همْس القِـوَافيَ..[ :: " الروآيآإت «-
انتقل الى: